كانت امرأه عجوز مسافرة ذات يوم عبر قطار
الى احد المدن الكبيرة لتتلقى العﻻج من احد المستشفيات..
كانت جالسة تشاهد المروج الخضراء من خﻻل نافذة القطار السريع...
فجأة ﻻحظت رجﻻ واقفا على احد التﻻل..والغريب في اﻻمر انها تشاهد
جميع تحركاته حتى انها رات تفاصيل وجهه وشعره
وقميصه المخطط ....فقالت العجوز في نفسها :
(ياللهول!!كيف اصدق عيناي وانا اشاهد تحركات
ذلك الرجل الواقف على التل ونظري ضعيف ؟
اهذا حلم؟ بالتاكيد انني متعبه
او انني بدأت افقد عقلي لتقدمي في السن..او..او..)
اسئله كثيره تدور في ذهنها..
والحقيقه لقد كانت بالفعل ترى ذلك
الرجل وكأن قوانين الفيزياء تعطلت من اجلها ..
فكأن الزمن توقف للحظات والمسافة اصبحت قصيرة
مابين نافذة العجوز والتل البعيد .. وسرعة القطار كانها تﻻشت شيئا فشيئا .!
في خضم هذه اﻻحداث السريعه ..مالبث القطار ان
وصل الى المدينه وتوقف ...
امسكت المرأه العجوز بعصاتها ونهضت متثاقله
وبدأت تمشي خطوة خطوة...تاركة خلفها الكرسي
الذي كانت تجلس عليه ..اصبح يمﻷه الصمت ..
.يمﻷه ااحزن...يمﻷه اﻻلم ...والنافذه تكاد تنطق احرفا لتقول للعجوز ....
انتظري ...ذلك هو ابنك الذي ضاع منك وهو طفل...قبل اربعين عاما...
ندرك اﻻن ان العجوز شاهدت ابنها بعينها
الضعيفة النظر وشعرت به بقلب اﻻم الكبير....
قال تعالى(وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)